من طرف البلطيمي الخميس 05 نوفمبر 2009, 10:17
بسم الله والحمد لله على رسول الله وبعد:
فقد عقد الفقهاء في كتب الفقه فصلا لمسألة "الأعذارالمبيحة لترك الجمعة والجماعة " وقد ذكروا منها المرض والمطر ومدافعة الأخبثين و .... و .... و .... وخوف موت القريب أو القيام على مداواته ـ هذا إذا لم يوجد غيره من النساء أو من لا تجب عليه الجماعة ـ وقد أثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه ترك الجمعة ورجع من الطريق لما سمع الصارخ على ابن عمه ، وهاأنذا أنقل لكم من شرح فضيلة شيخنا العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله على "زاد المستقنع"
الخوف من موت قريب إذا تركه بمفرده
يقول المصنف: [أو موت قريبه أي: إذا خاف موت القريب فإنه يُشرع له أن يتخلف لمداواته والقيام عليه وتجهيزه للصلاة عليه، وقد أُثر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه لما سمع الصارخ على ابن عمه -وقد كان خرج للجمعة- ترك الجمعة، وانصرف إليه وأقام حاله. وهذا من باب التيسير، وبناءً على ذلك فإذا أقيمت الصلاة والإنسان يخاف على والدته أو على والده أن يموت، أو كان في شدة المرض يحتاج إلى قيامه عليه ورعايته له، فلا حرج عليه أن يتخلف للقيام عليه ورعايته. وكذا لو غلب على ظنه أنه لو ترك المريض وذهب فإنه يموت، أو ربما يحصل له ضرر، كالأطباء في بعض الأحوال التي يقومون فيها على المرضى، فيشرع لهم أن يتخلفوا عن الجماعة في الحالات الطارئة. فالأطباء الذين يستقبلون الحالات التي تطرأ على الناس، ويغلب على الظن فيها فوات الأنفس يشرع لهم أن يصلوا جماعة مع بعضهم، وأن يتخلفوا عن الجماعة العامة إحياءً للأنفس إذا غلب على ظنهم وجود الضرر أو التلف. وهكذا بالنسبة لمن يحفظ الأموال وخاصة عند وجود الفساد، فإنه يُشرع لهم أن يتخلفوا لوجود الحاجة، وهكذا الخوف على العرض، فإذا كان الإنسان في سفر ومعه زوجه أو معه أخته، وهو في موضع لا يجد فيه أين يضع أهله، ويخشى لو فارقهم أن يُعتدى عليهم، أو يحصل الضرر عليهم، فإنه يجوز له أن يصلي معهم جماعة، ولا حرج عليه في مثل هذه الأحوال. .أ.هـ
وإن كنت أقول الأولى أيضا إن أمكنه حضور الجماعة بغير ضرر على والدته وبغير انشغال في قلبه ، أن يحضر الجماعة وليسأل ربه الشفاء لها ؛ عسى ربه أن يستجيب له ، فيرفع عنها ما أصابها ، أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها وأن يعجل شفائها .].