ما الحكم في مَن يسبّ ذات الإله؟
أجاب عن السؤال فضيلة الشيخ/ سعد فضل، من علماء الأزهر الشريف:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...
فإن سبَّ الله أو سبَّ كلامه أو شيء منه كفر، وكذا سبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، أو سنته، أو شيء منها، أو سبّ دين الشخص إذا كان دينه الإسلام؛ فيجب أن يبيّن له الحكم إذا كان مثله يجهل ذلك، فإن أصرَّ على السب فهو كافر مرتدٌّ عن ملة الإسلام يستتاب، فإن تاب وإلا قتل؛ لقوله تعالى: ﴿قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ (التوبة).
وإن شئت فاقرأ كتاب "أحكام المرتد" من كتب الحديث والفقه لصحيحي البخاري ومسلم و(المغني) و(المجموع) وغير ذلك من كتب الحديث والفقه.
وأما من سبَّ شخصًا مسلمًا لذاته، فجرى على لسانه دين ذلك الشخص بدون قصد، أو على سبيل الخطأ المحض؛ فإن مثله لا يكفر ولكن يوصَى بالتحرز والحذر في كلماته، حتى لا يقع في الكفر وهو لا يشعر.
وأما سب الدهر فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم؛ يسب الدهر وأنا الدهر، أقلّب الليل والنهار"، وفي رواية: "لا تسبُّوا الدهر؛ فإن الله هو الدهر" أخرجه البخاري ومسلم.
قال البغوي- رحمه الله تعالى- في بيان الحديث: إن العرب كان من شأنها ذم الدهر وسبه عند النوازل؛ لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره، فيقولون أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبُّوا فاعلها، فكان مرجع سبِّها إلى الله عز وجل؛ إذ هو الفاعل في الحقيقة للأمور التي يصفونها، فنُهوا عن سب الدهر.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله تعالى أعلم.