كيف أحقق الرضا في عشر خطوات ؟
هل من خطوات عملية ؟ أحقق بها الرضا لأجنى الثمرات ؟
قد يقول أحدنا : بعد أن تعرفنا على أوقات وأحوال طلب الرضا ، ومتى يرضى الله عنا ، وما ثمار الرضا في حياتنا ، لقد اشتقت لرضا الله ، فهل من خطوات عملية أستطيع أن أسلكها ؟
ليس الأمر صعباً ، بعد هذه الجولة , فافعل الآتي :
1- اصنع كل ما يحب الله أن تصنعه :
فكل ما يحبه الله يرضاه منك ، من الأقوال والأفعال والظاهرة والباطنة , لأن حقيقة الرضا هي العمل الصالح , في امتثال أمر الله واجتناب نهيه , يقول تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه } البينة / 7 ـ 8 .
2-ارض عن ثلاثة أشياء :
تعيش سعيداً ، وكأنك في الجنة ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :[ ذاق طعم الإيمان من رضى بالله رباً ، وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً ] .
وقد قيل في حقيقة الرضا : من رضي الله في كل شيء فقد بلغ حد الرضا , وقيل : عدم الحرص على الازدياد فهذا غنى النفس ، ولا يكون غنياً حتى يرضى بما قسم الله , وقيل : من لم يتكلم بغير الرضا فهو راضى .
وكل هذه الحقائق لن تتحقق , إلا بالرضا بالله رباً , وبالإسلام ديناً , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً .
3- ارضَ بقدر الله حلوه ومره :
وقل دائماً : [ ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن ]
فما أيامـنا إلا أمـر من ثلاثة أمور :
أمرٌ نحبه : ( صحة أو غنى أو لذة أو عافية ) يوجب علينا الشكر ، وإما أمرٌ نكرهه : ( مرض أو فقر أو ألم أو مصيبة ) يوجب علينا الصبر ، مع الأخذ بأسباب دفعه , لو كان ذلك في الاستطاعة ، ( كالحريق أو الأذى أو المرض ) ، وإما أمرٌ باختيار الإنسان ورضاه : ( كالمعصية و الذنب والخطيئة ) ، وأصل ذلك هو الرضا عن النفس ، أو الرضا بالمعصية ، أو الرضا بالبدعة ، أو الرضا بالمنكر ، أو الرضا بالعيب ، أو الرضا بالخطأ ، الذي يصل إلى حد الإدمان ، حيث يستعصى العلاج ويطول .
4- مواجهة عدم الرضا وإنكار الخطايا من الآخرين:
حتى لا يتسمم جو الرضا ، يقول صلى الله عليه وسلم : [ إذا عملت الخطيئة في الأرض ، كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها ، كان كمن شهدها ] .
إن مجرد الرضا عن انتشار الفساد والخطايا على الأرض ، وإن لم يشهدها الإنسان ، لأنه في بلد آخر ، فبمجرد الرضا بها , كأنه شاهد هذا الفساد ، أو هذه الخطيئة .
5- مواجهة السياسيين الذين لا يلتزمون بالإصلاح والصلاح :
وينشرون الاستبداد والفساد ، وذلك بعدم الرضا عن فعلهم أو متابعتهم ، فالرضا بهم يجرّ إتباعهم , والانضمام إلى قافلة فسادهم ، عن أم سلمه , قول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ سيكون أمراء .. فتعرفون وتنكرون .. فمن عرف برئ .. ومن أنكر سلم .. ولكن من رضى وتابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلّوا ]
6- لا أعاتب على نيات الناس :
أو أحاسبهم ، لإخفاء عدم الرضا بما قسمه الله ، فأتهمهم , وفى الحقيقة أنا ساخط على نصيبي ، على قدري ، على قسمة الله ، التي أرادها لي ، وهذا كان سر غضب النبي صلى الله عليه وسلم , من قول أحد المنافقين , وهو يعترض على قسمة الله له , قائلا للنبي صلى الله عليه وسلم : [ إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ] .
7- التوكل الحـقيقى عـلى الله تعالى :
لأنـه من الوسـائل الـقوية في تحـقيق الرضا ، يقـول تعـالى : { وعـلى الله فـتوكلوا إن كـنتم مـؤمنين } المائدة / 23 .
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ] .
ويقول تعالى : { ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله , وقالوا حسبنا الله , سيؤتينا الله من فضله ورسوله , إنا إلى الله راغبون } التوبة / 59 .
يقول ابن كثير : ( فالرضا سبق التوكل في قوله { وقالوا حسبنا الله } ) ، أي إنهم بتوكلهم الحقيقي كانوا راضين حق الرضا ، فقبل المقدور يسمى توكل , وبعد المقدور هو رضا ، وقبل القضاء تفويض وبعد القضاء رضا وتسليم ، وفى كلٍ هو رضا .
8 - الابتعاد عن السخط :
فالسخط من شقاوة العين ، أن يسخط الإنسان بما قسم الله له ، وبذلك يحزن على ما فات ، لأن الحزن يخرج عن الرضا ، عندما بكى النبى صلى الله عليه وسلم عند مرض سعد بن عبادة ، قال لمن حضر : [ إن الله لا يعذب بدمع العين , ولا بحزن القلب , ولكن يعذب بهذا ( وأشار إلى لسانه ) ]
أى حينما تخرج منه كلمات السخط , والاعتراض على ما قسم الله له .
9 - الرضا بالمقسوم من الرزق :
فما هو مقسوم لك فهو واصل إليك ، والرضا بالمقسوم من الرزق يدفع إلى العمل ، ويمنح الإنسان قوة على التكسب ، وليس معناه الاستسلام ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ (على كل مسلم صدقة ) قالوا : فإن لم يجد؟
قال : ( يعمل بيده ، فينفع نفسه ، ويتصدق )
قالوا : فإن لم يستطع ؟
قال : فيعين ذا الحاجة الملهوف
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : فليأمر بالمعروف
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : فليمسك عن الشر , فإنه له صدقة ] .
فالرضا يدفعك إلى الرضا ، وبذلك يجرّك إلى العمل , الذي ترضى به الله تعالى ، حتى ولو كان عند عدم الاستطاعة ، بالإمساك عن الشر .
10 - الرضا بالمصيبة هو أن أتأكد من أنها من عند الله :
وهذا هو التسليم لله ، يقول ابن مسعود في تفسير قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه } التغابن / 11 , قال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم .
حتى في هذه اللحظات التى يصاب بها الإنسان بالجزع والهلع وفداحة المصاب ، فيتمنى الموت ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :[ لا يتمنين أحدكم الموت لضرّ نزل به , فإن كان لابد متمنياً , فليقل : اللهم أحينى ما كانت الحياة خيراً لى , وتوفنى إذا كانت الوفاة خيراً لى ] .
ومن أشكال المصائب في حياتنا التي يجزع لها الإنسان , وعليه أن ينتبه إليها : ( البخل والضجر والعجلة واليأس والطمع والخوف وضعف النفس والجبن والشر والإمساك والمنع والأذى ، وغير ذلك كثير )
جمال ماضي
أسألكم الدعاء بالثبات
عذرا أخواني وأخواتي علي عدم مشاركتي علي كل مواضيعكم وهذا بسبب ظروف عملي وأسألكم الدعاء بالبركة في الوقت
هل من خطوات عملية ؟ أحقق بها الرضا لأجنى الثمرات ؟
قد يقول أحدنا : بعد أن تعرفنا على أوقات وأحوال طلب الرضا ، ومتى يرضى الله عنا ، وما ثمار الرضا في حياتنا ، لقد اشتقت لرضا الله ، فهل من خطوات عملية أستطيع أن أسلكها ؟
ليس الأمر صعباً ، بعد هذه الجولة , فافعل الآتي :
1- اصنع كل ما يحب الله أن تصنعه :
فكل ما يحبه الله يرضاه منك ، من الأقوال والأفعال والظاهرة والباطنة , لأن حقيقة الرضا هي العمل الصالح , في امتثال أمر الله واجتناب نهيه , يقول تعالى : { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ، رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه } البينة / 7 ـ 8 .
2-ارض عن ثلاثة أشياء :
تعيش سعيداً ، وكأنك في الجنة ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :[ ذاق طعم الإيمان من رضى بالله رباً ، وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً ] .
وقد قيل في حقيقة الرضا : من رضي الله في كل شيء فقد بلغ حد الرضا , وقيل : عدم الحرص على الازدياد فهذا غنى النفس ، ولا يكون غنياً حتى يرضى بما قسم الله , وقيل : من لم يتكلم بغير الرضا فهو راضى .
وكل هذه الحقائق لن تتحقق , إلا بالرضا بالله رباً , وبالإسلام ديناً , وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً .
3- ارضَ بقدر الله حلوه ومره :
وقل دائماً : [ ما شاء الله كان , وما لم يشأ لم يكن ]
فما أيامـنا إلا أمـر من ثلاثة أمور :
أمرٌ نحبه : ( صحة أو غنى أو لذة أو عافية ) يوجب علينا الشكر ، وإما أمرٌ نكرهه : ( مرض أو فقر أو ألم أو مصيبة ) يوجب علينا الصبر ، مع الأخذ بأسباب دفعه , لو كان ذلك في الاستطاعة ، ( كالحريق أو الأذى أو المرض ) ، وإما أمرٌ باختيار الإنسان ورضاه : ( كالمعصية و الذنب والخطيئة ) ، وأصل ذلك هو الرضا عن النفس ، أو الرضا بالمعصية ، أو الرضا بالبدعة ، أو الرضا بالمنكر ، أو الرضا بالعيب ، أو الرضا بالخطأ ، الذي يصل إلى حد الإدمان ، حيث يستعصى العلاج ويطول .
4- مواجهة عدم الرضا وإنكار الخطايا من الآخرين:
حتى لا يتسمم جو الرضا ، يقول صلى الله عليه وسلم : [ إذا عملت الخطيئة في الأرض ، كان من شهدها فأنكرها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها ، كان كمن شهدها ] .
إن مجرد الرضا عن انتشار الفساد والخطايا على الأرض ، وإن لم يشهدها الإنسان ، لأنه في بلد آخر ، فبمجرد الرضا بها , كأنه شاهد هذا الفساد ، أو هذه الخطيئة .
5- مواجهة السياسيين الذين لا يلتزمون بالإصلاح والصلاح :
وينشرون الاستبداد والفساد ، وذلك بعدم الرضا عن فعلهم أو متابعتهم ، فالرضا بهم يجرّ إتباعهم , والانضمام إلى قافلة فسادهم ، عن أم سلمه , قول النبي صلى الله عليه وسلم :
[ سيكون أمراء .. فتعرفون وتنكرون .. فمن عرف برئ .. ومن أنكر سلم .. ولكن من رضى وتابع قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : لا ما صلّوا ]
6- لا أعاتب على نيات الناس :
أو أحاسبهم ، لإخفاء عدم الرضا بما قسمه الله ، فأتهمهم , وفى الحقيقة أنا ساخط على نصيبي ، على قدري ، على قسمة الله ، التي أرادها لي ، وهذا كان سر غضب النبي صلى الله عليه وسلم , من قول أحد المنافقين , وهو يعترض على قسمة الله له , قائلا للنبي صلى الله عليه وسلم : [ إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ] .
7- التوكل الحـقيقى عـلى الله تعالى :
لأنـه من الوسـائل الـقوية في تحـقيق الرضا ، يقـول تعـالى : { وعـلى الله فـتوكلوا إن كـنتم مـؤمنين } المائدة / 23 .
ويقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله ] .
ويقول تعالى : { ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله , وقالوا حسبنا الله , سيؤتينا الله من فضله ورسوله , إنا إلى الله راغبون } التوبة / 59 .
يقول ابن كثير : ( فالرضا سبق التوكل في قوله { وقالوا حسبنا الله } ) ، أي إنهم بتوكلهم الحقيقي كانوا راضين حق الرضا ، فقبل المقدور يسمى توكل , وبعد المقدور هو رضا ، وقبل القضاء تفويض وبعد القضاء رضا وتسليم ، وفى كلٍ هو رضا .
8 - الابتعاد عن السخط :
فالسخط من شقاوة العين ، أن يسخط الإنسان بما قسم الله له ، وبذلك يحزن على ما فات ، لأن الحزن يخرج عن الرضا ، عندما بكى النبى صلى الله عليه وسلم عند مرض سعد بن عبادة ، قال لمن حضر : [ إن الله لا يعذب بدمع العين , ولا بحزن القلب , ولكن يعذب بهذا ( وأشار إلى لسانه ) ]
أى حينما تخرج منه كلمات السخط , والاعتراض على ما قسم الله له .
9 - الرضا بالمقسوم من الرزق :
فما هو مقسوم لك فهو واصل إليك ، والرضا بالمقسوم من الرزق يدفع إلى العمل ، ويمنح الإنسان قوة على التكسب ، وليس معناه الاستسلام ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ (على كل مسلم صدقة ) قالوا : فإن لم يجد؟
قال : ( يعمل بيده ، فينفع نفسه ، ويتصدق )
قالوا : فإن لم يستطع ؟
قال : فيعين ذا الحاجة الملهوف
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : فليأمر بالمعروف
قالوا : فإن لم يفعل ؟
قال : فليمسك عن الشر , فإنه له صدقة ] .
فالرضا يدفعك إلى الرضا ، وبذلك يجرّك إلى العمل , الذي ترضى به الله تعالى ، حتى ولو كان عند عدم الاستطاعة ، بالإمساك عن الشر .
10 - الرضا بالمصيبة هو أن أتأكد من أنها من عند الله :
وهذا هو التسليم لله ، يقول ابن مسعود في تفسير قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه } التغابن / 11 , قال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى ويسلم .
حتى في هذه اللحظات التى يصاب بها الإنسان بالجزع والهلع وفداحة المصاب ، فيتمنى الموت ، يقول النبى صلى الله عليه وسلم :[ لا يتمنين أحدكم الموت لضرّ نزل به , فإن كان لابد متمنياً , فليقل : اللهم أحينى ما كانت الحياة خيراً لى , وتوفنى إذا كانت الوفاة خيراً لى ] .
ومن أشكال المصائب في حياتنا التي يجزع لها الإنسان , وعليه أن ينتبه إليها : ( البخل والضجر والعجلة واليأس والطمع والخوف وضعف النفس والجبن والشر والإمساك والمنع والأذى ، وغير ذلك كثير )
جمال ماضي
أسألكم الدعاء بالثبات
عذرا أخواني وأخواتي علي عدم مشاركتي علي كل مواضيعكم وهذا بسبب ظروف عملي وأسألكم الدعاء بالبركة في الوقت